سنقدم فى باب أساليب المعيشة الكورية, الطعام الكوري التقليدي, والزي التقليدي, والبيوت الكورية, وصناعة الورق , والموسيقى الوطنية, إلى آخر هذه الأشياء التى تبرز جمال الثقافة التقليدية الكورية , أما القسم الخاص بموجة الدراما الكورية أو المد الدرامي الكوري, فيدور حول ماوصلت إليه الأعمال الكورية من أفلام, ودراما وموسيقى البوب, والرسوم المتحركة , من انتشار عالمي يدل على قوة وشعبية الثقافة الكورية , وبالنسبة للقسم الخاص بالأدب الكوري, فمجاله الأدب القديم والحديث ,والشعر القديم والأغاني القديمة , فمن خلاله يمكن أن نقدم ابداعات وروح الفنان الكوري .
وأيضا من التراث الأدبي الكوري, من فنون الرسم والخط, والخزف, يمكننا أن نفهم طبيعة وروح الكوري القديم , وبالنسبة للفن الحديث , فهو لدليل على مواهب الكورين في فنون النحت والموضة والتصميم.
على جانب آخر, بدأت كوريا تجذب انتباه العالم رياضيا وهذا بفضل مجموعة من اللاعبين المتميزين حاليا, من خلال مشاركتهم في المسابقات الرياضية الدولية.
الخيال الكوري التقليدي:يمكن تعريف الأدب الكوري القديم بأنه كل الأعمال الأدبية من قصص ومقالات ونثر خلال عصر مملكة شوسون (1910-1392 ) ظلت كوريا لوقت طويل تستخدم الحروف الصينية لكتابة وتسجيل الأدب حتى تم اختراع الحروف الكورية المستقلة عن اللغة الصينية في القرن الخامس عشر , وإن كان الشعب احتاج لبعض الوقت في البداية لاستخدام أبجديته ولغته الأصيلة في كتابة الأدب لذلك عمد إلى إعادة ترتيب الأصوات والمعانى للأدب الكوري المنسوخ بالحروف الصينية لتتناسب مع اللغة الكورية يعد أول عمل قصصي وصفي طويل هو " سام كوك سا كي 1145" , و " سام كوك يوسا 1281" وقد تم اكمالهما في عصر ملكة كوريو . يعد العملان سجلا للتاريخ الكوري القديم وعصر الممالك الثلاث بما جاء فيهما من قصص وأساطير وخرافات تلك الفترة ( 57 قبل الميلاد – 668 بعد الميلاد ).
تمتعت القصص الخرافية التي تدور حول كائنات , أو مخلوقات خارقة وفريدة من نوعها , بشعبية كبيرة عند الناس وذلك إبان القرن الثالث عشر, عصر مملكة كوريو ( 1392-918 ). من أمثلة تلك المقالات والقصص , " ملك الزهور " للكاتب سول تشونج , " حظوظ السيد كونج " للكاتب إم تشون , " السيد محصول الشعير " للكاتب لي كيوبو , قصة زوجة من نبات البامبو " للكاتب لي كوك .
تعد قصة الكاتب كيم سي سوب " أسطورة كميوه " التي قدمها في القرن الخامس عشرخلال عصر مملكة شوسون ( 1392-1910) , من الاعمال التي اعتمدت على الخرافة الشعبية, وموروث من موضوعات الخرافة الصينية الرئيسية , في بنائها وكتابتها . وهي بما تحتويه من وصف للبيئة المحيطة و وصف للنفس البشرية وطبيعتها , تقترب كثيرا من الشكل المعاصر للرواية الكورية .
ظهرت عناوين قصصية من الأدب الساخر خلال منتصف عصر مملكة شوسون منها , " رقم قياسي من الحزن " للكاتب إم جى , " سجل مغامرات أحلام تالتشون" للكاتب يون جى سون .
على جانب آخر, وفي نفس الوقت , كانت قد بدأت عملية كتابة مقالات لتسجيل الأحداث التاريخية المعاصرة والحالية . تعد مقالة " كى تشوك إل جي " وصفا لأحداث السنوات الأولى من فترة حكم الملك كوانج هى جون( 1608-1623) والتي أسفرت عن وفاة ولي العهد الأمير الشاب " يونج تشانج تى كون " , أيضا تعد مقالات " إن هيون وانج هو " ( 1667-1702 ) سجلا للحياة المضربة في تلك الفترة , كما يصف أيضا مقال " هان جونج روك " لزوجة الملك وأم ولي العهد ,الوفاة المأساوية لزوجها وولي العهد ( 1735-1762) هناك أيضا يوميات الحرب التي كتبها القائد العسكري لي سون شين ( 1545-1598 ).
في وقت متأخر من عصر مملكة شوسون, ظهرت كتابات تنتقد مرحلة الفساد والتناقضات التي شهدتها البلاد من وجهة نظرالعامة ,والطبقات المتدنية مثل الخدم والتجار والمحظيات وتعد قصص, " حكاية السيد هيو " , و " هو جيل " , " حكاية من الطبقة الارستقراطية " للكاتب باك جي وون , خير مثال على ذلك .
على جانب آخر, حدث نوع من الرواج في نشاط التعامل على الكتب من حيث الكمية , والنوعية وذلك بفضل تزايد استخدام الأبجدية الكورية الهانجول كانت قصة الكاتب هيو كيون " قصة اللص هونج جل دونج" , التي تشبه الرواية الإنجليزية روبن هود , أول الأعمال التي ظهرت باللغة الكورية , وتدورقصتها حول لص يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء , وجه الكاتب من خلال تلك القصة انتقادات شديدة للمجتمع الذي يميز,بين الناس على أساس العرق
قدم الكاتب كيم مان جونج عمله " حلم تسعة سحب ", الذي تغلب عليه النظرة الفلسفية للحياة وتعليم البوذية , وقد استخدم الكاتب الرمز بحرية , في الإشارة للواقع والحلم في بنائه الروائي . أيضا يعد عمله, " قصة السيدة سا في رحلتها للجنوب " وهو اسقاط عل الواقع السياسي في تلك الفترة , من التحف الفنية , بالإضافة إلى عمله السابق , وقصة الكاتب هيون كيون " اللص هونج جل دونج " .
يستطيع عامة الناس أن يستمعوا إلي تلك الأعمال الأدبية من قصص وروايات , من خلال فن , "البانسوري " وهو فن السرد الأوبرالي , فيكون جزء من القصة نثرا ويكون الأخر غناء, ويقدم في فناء واسع أمام الجمهور مباشرة . يعود أصل هذا النوع من الفنون إلى فن الاغاني القصصية البطيئة , و يكون في بنائه من الكتابات الصينية, والتعبيرات العامية والهزل . تعد قصة " تشون هاينج جون " التي ترمز إلى وفاء المرأة وعفتها , رغم ماعانته و قصة " هونج بو و نول بو " التي تشير إلى طمع الأخ الأكبر, وكيف أنه يعاقب عليه , على عكس الشقيق الأصغر الذي يكافئ على كرمه وحسن طباعه , من القصص التي تبعث على الأمل والطموح لعامة الناس .
الروايات الحديثة:عد كل الروايات التي كتبت من نهايات القرن التاسع عشر حتى بدايات القرن العشرن , من الرواية الكورية الحديثة لقد ساعدت الصحف التي ظهرت في نفس تلك الفترة على جعل القراء أكثر قدرة على متابعة الحركة الثقافية , ومن خلال ما ينشرفي كل صحيفة من روايات , أيضا ساعدت عملية النشر, الكتاب على الابداع .
استهدف العديد من أوائل الروايات الحديثة في القرن التاسع عشر , التركيز على تنوير الشعب لكي يكون مدركا لما يحيط به , ومدركا لتاريخه وشخصياته العظيمة . ومن هذه الروايات التي يمكن الإشارة إليها رواية الكاتب ,جانج جي يون عام 1907 " حكاية سيدة الوطن " , و رواية الكاتب , أن كوك سون عام 1908 " مؤتمر الحيوانات " وغيرها .
سميت في ذلك الوقت الروايات المؤلفة بالأبجدية الكورية , بالقصص الجديدة ومن الأمثلة المميزة , قصتي الكاتب , لي إنجك عام 1906 " دموع من الدم " , وقصة عام 1908 " العالم الفضي "
قامت اليابان بضم كوريا إليها فى عام 1910 وبدخول كوريا تحت سلطة الاحتلال الياباني فرضت قيود على النشر وكل مايتعلق بالأدب وحرية التعبير, لكن بقيام حركة الاستقلال الوطنية في الأول من مارس عام 1919 زاد الشعو والحس الوطني لدى الشعب الكوري ضد المحتل الياباني ,على الرغم من فشل حركة المقاومة فعليا , واتجهت الروايات والأعمال الأدبية في تلك الفترة إلى التعبير عن معاناة الطبقات الكادحة من عمال وفلاحين والتعبير عن الواقع المؤلم , ومايجب أن يكون عليه الحال
تعد رواية الكاتب لي كوانج سو عام ( 1917) " القسوة " من أطول الروايات الكورية الحديثة , وتعد أيضا عملا واقعيا يصف الحياة القدرية للكاتب , وقد نالت شهرة واسعة . في حبن قدم الكاتب كيم دونج إن , قصص قصيرة قدمت صورة واقعية تعبر عن تصاريف القدرمثل قصة , " أغنية بداري" عام (1921) , و قصة " البطاطس" عام ( 1925) . قدم الكاتب ,هيون جن كون , قصته القصيرة " حظ يوم سعيد " عام(1924) والتي يظهر فيها آلام ومعاناة الطبقة الدنيا , كما قدم الكاتب , يوم سانج سوب قصته " الضفدع العينة في المعرض " عام ( 1921) , التي تظهر مرحلة اليأس التي وصل إليها المثقفون في ظل الاحتلال الياباني
على جانب آخر, انتشرت في ذلك الوقت الأفكار الإشتراكية في المجتمع وأسس المثقفون رابطة بروليتاريا فناني شوسون , و الأدب الراقي , الذي من بين نماذج أعماله قصة الكاتب تشى سوهى " الطيش" عام (1925) , قصة الكاتب , جوميونجهي , " نهر ناكدونج" عام (1927) , قصة الكاتب لي جي يونج " الموطن " عام (1934) , حيث كانت مواضيع معاناة ونضال الفقراء هي السمة الغالبة على تلك الروايات .
قامت الحرب الكورية فقط بعد بضع سنوات من التحرر من الاحتلال الياباني . فقد قسمت الحرب الكورية ( 1950-1953) شبه الجزيرة الكورية تقسيما مؤقتا إلى جنوب رأسمالي وشمال شيوعي , ركزت القصص والروايات في تلك الفترة على مشاعر الألم والغذاب التي عانى منها الشعب ,خلال فترة الحرب التي استمرت ثلاث سنوات .
رسم الكاتب , أن سو كيل , روح الثبات والقوة التي تحلت بها الشخصية الكورية خلال الهجرة إلى منشوريا , من خلال روايته " بوك كان دو"عام (1959). صور الكاتب أوه سانج وون في قصته " الثورة" عام (1957 ) والكاتب , سون تشانج يوب في قصته " بقايا إنسان " عام( 1958) , انهيار القيم الاجتماعية والأخلاقية . صور الكاتب, باك كيونج ري , مظاهرالانهيار والارتباك التي شهدها المجتمع خلال تلك الفترة في قصته " زمن انعدام الثقة " عام ( 1957) , كما فعل نفس الشئ الكاتب , لي بوم سون في قصته " ألف رصاصة طائشة" عام (1959). كما عبر الكاتب, تشى إنهون, عن العذاب والتيه والإحباطات الفكرية , متستخدما حبكة روائية فريدة في قصته " المربع " عام (1960) , بينما رسم الكاتب كيم سونج أوك في قصته " سيول شتاء 1964 " عام (1965) , صورة عن حياة البطقة البرجوازية الدنيا
تغيرت طبيعة الرواية في عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي نتيجة للتحولات الاجتماعية و الاقتصادية السريعة التي شهدها المجتمع يصور الكاتب , لي مون كو , واقع حياة الفلاحين من خلال قصته " مقالات كوانتشون " عام ( 1977) , كما يصف لنا كل من الكاتب, هوانج سوك يونج في قصته " أرض غريبة " عام ( 1970) , والكاتب ,جوسى هي في قصته " القزم يرمي الكرة الصغيرة " عام (1978) , فقر الطبقة العاملة .
ظهرت روايات تبحث في العزلة التي أصابت الإنسان بسبب مرحلة التصنيع منها , قصة الكاتب , لي تشونج جون " الجنة" عام ( 1976) وقصة الكاتب أوه جونج هي "حديقة الطفولة" عام ( 1981) . ظهر نوع من الأدب يسمى أدب الانقسام , من نماذج ذلك الأدب قصة الكاتب كيم وون كل " الغروب " عام ( 1987) وقصة الكاتب جون سانج كوك " الأسرة " عام( 1980) وقصة الكاتب جوجون رى " جبل تى بك " وغيرها .
تعد رواية " الأرض" , الملحمية للكاتب باك كيونج ري , نمودج من أهم إنجازات الأدب الكوري المعاصر , يسرد الكاتب في قصته التي تتألف من 16 كتابا , قصة حياة امرأة عايشت أشد أوقات التاريخ الكوري اضطرابا وهي الفترة من الاحتلال الياباني , إلي الحرب الكورية والتقسيم , وقد ألف الكاتب روايته الملحمية في 25 عاما من 1969 إلى 1994 , وقد ادرجت ضمن مختارات اليونسكو للأدب الملحمي .